الاثنين، 22 يوليو 2013

أينَ يُبَاع النِسْيان

 
تَغيبْ . .

لِـ تترُكَ أوْتاد الغِياب تَدُقَّ أَضلُعِي المُهْتَرِأة إنْتِظَارًا ..

لِـ تُبقِي أوجهَ حَنينِي إليكْ يَقِظًا في ظُلمَةِ اللِيل ..

لِـ تَخنُقُني تِلك الغِيرة التِي كَانَت تُغضِبك ، بأنْ غيابُك عني
 
مَشرُوعَ خِيانَة مَع كُل الأشْياءْ . . النِساء . . المَدنْ . .

لِـ تُحاصِرَني تَسَاؤلاتِي اللامُتناهية . . لِمَ غاب . . ! مَن أذِن له 
 
بِالرَحيل . . ! أمَا زَال يَذكُرنِي كما أنا . . . !

لـ أتَجرعْ وَحْدي خَطيئةَ الحُب . . وأمَارِسْ طقُوس الإنْتِظار 
 
الطَويْلَة جدًا . . المُمِلة حَد المُوت . .

لـ أسْبِغ دَمعِي حَدْ أنْ أفقِد نَظريْ قَريبًا . .
 
 دَمْعي الذي كُنت تَدّعِي قَائِلاً : ( دَمْعِتك غَاليه عِندي )
 
 والأن لكَ أن تتَخيل بِأنه يُوازِي نَهر الدَّانوب . . !
 
يا سَيّدِي يا سَيد الغِيابْ . .
 
في غِيابُك كُل محاوَلاتِي بإجْهَاضك باءتْ بِالفَشْل فَـ أنتْ كُنتَ 
 
الوَليدْ المُنتظَر لأحْلام كَثيرة
 
لَكِنكْ عَلِقْت بِرحم أوجَاعَي دُون جَدَوى بِقُدومِكَ
 
 ولا شَجاعَةُ منِي بِإجهاضك . .

ياصغيري المُتَشَبِث بي أنتْ تُؤلِمُني بِحق . . تُؤلمني كَثيرًا . .

أينكَ مِني . . !

كُنت يومًا مِلء السَمعْ والبَصَرْ والفُؤاد ، أينَكَ الآن . . !

أما آن لَك أن تَعُود . . !

أُقسِمْ لَكْ أن مَضْغَات الفَقد لا أقْواها
 
 وَغَصاتُ الحَنينْ تَبدُو مَهِيبَة 
 
 وهَذه أنفاسي لاتكف عُن تذْكِيري بِكْ . .

وأَمَلِيْ بِعُودَتِك يأبَى أنْ يَشِيخْ وأنَا بِدُونك إمْرأة خَرْسَاء أخْشَى 
 
 الوُجُوه مِن بَعدِك . .

صَمَّاء لا أُعْطِي بالاً لثَرثَراتْ الناصِحِينِ بأنْ أنسَاك . .
 
 والعَابِثينْ بأنْ تركْتنيْ عِضة لَهُم يَتهامَسوُن فِي حُضورِي . . 

وأنتْ لا زِلتَ تُمارِسْ الغِياب الذِي يَمضِي بِك بَعيدًا عني . .
 
وأنا لا زِلتُ أهْدُر مَاء حَنينيْ وإشْتياقِي وإنْتِظارِي لَكْ . .  
 
مَعْضَلتِي مَعَكْ لَم تَكُنْ الغِياب فَقط . . !

قَبل أن تَرْحل كُنت بإيْجَازٍ شَديد تَقسو . . تَجرَح . . تُكابِر . . 
 
تغْدُر . . تُؤلم . . ثُم تَرحَل 

وأنَا رغمَ شِدة انْكِسَاري مِنك أرَددِ : 
 
عَفى الله عَما مَضى ، خِشيَة 
 
أن أفتَقِدك . . وَهَا أنا الآن أفتَقِدك . .

ليْتك مَنحتَنِي شَهَادة مِيلاد أخْرَى قَبْل رَحِيلك . .

أما اّن لِي أن أنتَهِي مِنك..؟!!

فَقَط أينَ يُبَاع النِسْيان . . ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق