تَغيبْ . .
لِـ تترُكَ أوْتاد الغِياب تَدُقَّ أَضلُعِي المُهْتَرِأة إنْتِظَارًا ..
لِـ تُبقِي أوجهَ حَنينِي إليكْ يَقِظًا في ظُلمَةِ اللِيل ..
لِـ تَخنُقُني تِلك الغِيرة التِي كَانَت تُغضِبك ، بأنْ غيابُك عني
مَشرُوعَ خِيانَة مَع كُل الأشْياءْ . . النِساء . . المَدنْ . .
لِـ تُحاصِرَني تَسَاؤلاتِي اللامُتناهية . . لِمَ غاب . . ! مَن أذِن له
بِالرَحيل . . ! أمَا زَال يَذكُرنِي كما أنا . . . !
لـ أتَجرعْ وَحْدي خَطيئةَ الحُب . . وأمَارِسْ طقُوس الإنْتِظار
الطَويْلَة جدًا . . المُمِلة حَد المُوت . .
لـ أسْبِغ دَمعِي حَدْ أنْ أفقِد نَظريْ قَريبًا . .
دَمْعي الذي كُنت تَدّعِي قَائِلاً : ( دَمْعِتك غَاليه عِندي )
والأن لكَ أن تتَخيل بِأنه يُوازِي نَهر الدَّانوب . . !
يا سَيّدِي يا سَيد الغِيابْ . .
في غِيابُك كُل محاوَلاتِي بإجْهَاضك باءتْ بِالفَشْل فَـ أنتْ كُنتَ
الوَليدْ المُنتظَر لأحْلام كَثيرة
لَكِنكْ عَلِقْت بِرحم أوجَاعَي دُون جَدَوى بِقُدومِكَ
ولا شَجاعَةُ منِي بِإجهاضك . .
ياصغيري المُتَشَبِث بي أنتْ تُؤلِمُني بِحق . . تُؤلمني كَثيرًا . .
أينكَ مِني . . !
كُنت يومًا مِلء السَمعْ والبَصَرْ والفُؤاد ، أينَكَ الآن . . !
أما آن لَك أن تَعُود . . !
أُقسِمْ لَكْ أن مَضْغَات الفَقد لا أقْواها
وَغَصاتُ الحَنينْ تَبدُو مَهِيبَة
وهَذه أنفاسي لاتكف عُن تذْكِيري بِكْ . .
وأَمَلِيْ بِعُودَتِك يأبَى أنْ يَشِيخْ وأنَا بِدُونك إمْرأة خَرْسَاء أخْشَى
الوُجُوه مِن بَعدِك . .
صَمَّاء لا أُعْطِي بالاً لثَرثَراتْ الناصِحِينِ بأنْ أنسَاك . .
والعَابِثينْ بأنْ تركْتنيْ عِضة لَهُم يَتهامَسوُن فِي حُضورِي . .
وأنتْ لا زِلتَ تُمارِسْ الغِياب الذِي يَمضِي بِك بَعيدًا عني . .
وأنا لا زِلتُ أهْدُر مَاء حَنينيْ وإشْتياقِي وإنْتِظارِي لَكْ . .
مَعْضَلتِي مَعَكْ لَم تَكُنْ الغِياب فَقط . . !
قَبل أن تَرْحل كُنت بإيْجَازٍ شَديد تَقسو . . تَجرَح . . تُكابِر . .
تغْدُر . . تُؤلم . . ثُم تَرحَل
وأنَا رغمَ شِدة انْكِسَاري مِنك أرَددِ :
عَفى الله عَما مَضى ، خِشيَة
أن أفتَقِدك . . وَهَا أنا الآن أفتَقِدك . .
ليْتك مَنحتَنِي شَهَادة مِيلاد أخْرَى قَبْل رَحِيلك . .
أما اّن لِي أن أنتَهِي مِنك..؟!!
فَقَط أينَ يُبَاع النِسْيان . . ؟!